تأخر الأمطار يدفع فلاحين لسقي أراضيهم بمياه الواد الحار ببرشيد
مع تيلي ماروك
دقت جمعيات المجتمع المدني والحقوقي ببرشيد ناقوس الخطر، من جديد، بخصوص الخطر البيئي الذي بات يهدد حياة المواطنين، بعد تزايد عدد الفلاحين بكل من منطقة أولاد صالح بإقليم النواصر والعسيلات بإقليم برشيد، الذين يعملون على سقي الأراضي الفلاحية باستعمال المياه العادمة القادمة من محطة التصفية ببرشيد، والتي يعمد عدد من الفلاحين إلى تحويل مجراها لسقي الأراضي الفلاحية، سواء منها المخصصة لزارعة الحبوب أو المواد العلفية، وذلك باستعمال مضخات لضخ المياه، في وقت يعمد البعض الآخر إلى استعمال تلك المياه في سقي الخضر وشرب الماشية، وهو واقع اعتبره فلاحو المنطقة ضروريا بفعل تأخر الأمطار، وهو ما أصبح يهدد الفلاحة البورية والسقوية بالتلف.
هذه الوضعية المتكررة كل سنة في غياب أي رادع من الجهات المختصة للحد من هذه الكارثة التي باتت تهدد المنتوجات الغذائية، من لحوم الأبقار والمواشي وكذا الحليب ومشتقاته، نتيجة تناول الأبقار والمواشي تلك الأعلاف المسقية بمئات الأمتار المكعبة من المياه المشبعة بالمواد الكيماوية الخطيرة، أو الناتجة عن تسميد الأراضي الفلاحية من فضلات الدجاج والديك الرومي.
هذا الواقع وقف عليه الموقع، أول أمس الاثنين، بعد الانتقال إلى المناطق التي تعرف هذه الكارثة، وخاصة المحادية للطريق الإقليمية رقم 3042 بين برشيد وسبت لعسيلات، وكذا الطريق الإقليمية رقم 3011 المؤدية لحد السوالم، حيث وقف الموقع على حجم الخطر الذي ينتشر على طول قنوات صرف المياه العادمة القادمة من محطة التصفية ببرشيد، في اتجاه واد مرزك بإقليم النواصر، حيث توجد العشرات من مضخات مياه الري المزودة بمحركات البنزين وقنينات الغاز، يقدم أصحابها على نصبها لضخ المياه العادمة مباشرة من القناة الرئيسية في عملية متواصلة طول النهار، وأمام مرأى الجميع، لسقي الحقول المجاورة، سواء منها لأراضي الزراعية والمخصصة للماشية مثل الذرة والفصة، وكذا بعض الخضروات الموجهة للتسويق والاستهلاك.
هذا وتتم عملية استغلال قناة المياه العادمة في سقي الأراضي الفلاحة بكل من برشيد والنواصر، بتواطؤ مفضوح مع الجهات المعنية التي عهد إليها بعملية المراقبة وحماية المواطنين من كل خطر.