مواجهات عنيفة بين سكان تفراوت والرعاة
مع Télé Maroc
عاشت منطقة «تفراوت المولود» التابعة إداريا لإقليم تيزنيت مواجهات دامية صباح يوم أول أمس الخميس، ما بين مجموعات من الرعاة الرحل وسكان المنطقة. وبحسب مصادر محلية، فقد تعرض عدد من السكان لإصابات وكدمات وجروح متفاوتة الخطورة، كما تم نقل أحد المصابين من سكان المنطقة نحو المركز الاستشفائي الإقليمي الحسن الأول بتيزنيت لتلقي العلاجات بعد إصابة خطيرة.
وقد اندلعت شرارة المواجهات عقب حلول مجموعة من الرعاة الرحل رفقة مواشيهم وإبلهم بالمنطقة، واكتساحهم لأراضي السكان والهجوم على الأشجار المثمرة وباقي المزروعات التي يعتمد عليها أهالي الدواوير في معيشتهم. ومباشرة بعد خروج السكان لاعتراض الرعاة الرحل وإبعادهم من عين المكان، تطور الوضع إلى مشادات كلامية، قبل أن يبدأ التراشق بالحجارة والعصي والهراوات، حيث تحولت المنطقة إلى ساحة مواجهات مفتوحة. وقد هرعت السلطات المحلية والدرك الملكي للمكان من أجل التدخل لفض الاشتباكات، في حين غادر الرعاة الرحل إلى وجهة مجهولة.
إلى ذلك فقد دخل فريق الأغلبية بجماعة «تفراوت المولود» على الخط، حيث طالب بتدخل عاجل من السلطات الإقليمية والمحلية لاتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة لحماية السكان والممتلكات الخاصة والعامة، وحماية حياة الأفراد من الاعتداءات التي يتعرضون لها من طرف الرعاة الرحل وقطعانهم.
من جهته عبر «الائتلاف المدني من أجل البيئة بأملنبتفراوت» عن إدانته الشديدة لما سماه استباحة مقاولات تمتلك الآلاف من رؤوس المواشي والإبل وتتنقل بواسطة أساطيل من الشاحنات، لأملاك سكان مناطق «وادي أملن» و«تاهالا» و«تمضلوشت» و«تافراوت المولود» وجل دواوير أيت يحيا، التابعة لإقليمي تيزنيتواشتوكةأيت باها، في خرق واضح للقانون 113/13 المتعلق بتنظيم الرعي والترحال، وهو ما يعتبر جرما يعاقب عليه القانون ولا مجال للتستر عليه.
واستنادا إلى المصادر، فإن سكان المجال القروي بمناطق سوس يعيشون ظروفا استثنائية بفعل الرعب والخوف نتيجة ما يتعرضون له كأفراد، وما تتعرض له مزارعهم وممتلكاتهم المنقولة وغير المنقولة (سيارات، خزانات الماء، سياجات والبيوت...) من اعتداءات متكررة من طرف مجموعة من الرعاة الرحل الذين حلوا بهذه المناطق. وقد اتخذت هذه الاعتداءات أشكالا مختلفة، منها ما هو مادي كالضرب والسحل، وما هو معنوي، كإتلاف المزروعات والمحاصيل، خاصة أشجار الأركان واللوز والخروب، وتخريب السياجات ومختلف أشكال الحيازة، وإتلاف الممتلكات المنقولة من سيارات وغيرها، ثم الاعتداء الجسدي بالضرب والجرح والسب بأقبح النعوت.
وقد سبق أن وجه مجموعة من البرلمانيين أسئلة في الموضوع إلى وزير الداخلية، بعدما أضحت تهديدات الرعاة الرحل شبه يومية، كما رفع نشطاء المجتمع المدني شكايات في الموضوع إلى السلطات المحلية بجل المناطق المتضررة.
وبحسب المعطيات، فإن ما زاد من تفاقم معاناة السكان المحليين، هو أن هذه المناطق المتضررة، أضحت تعرف حالة هشاشة كبرى بفعل الجفاف وتراجع النشاط الفلاحي، الأمر الذي يفرض تدخلا عاجلا، واتخاذ تدابير وإجراءات مناسبة لوضع حد للتجاوزات المسجلة، عبر تفعيل القانون 113.13 المتعلق بالترحال وتهيئة وتدبير المجالات الرعوية والمراعي الغابوية، لضبط الظاهرة وتشجيع السكان المحليين على الاستقرار والاستثمار في مجالاتهم.